رسام كاريكاتير 'المغربية' يفوز بالجائزة الأولى لمسابقة دولية في طهران

أقيمت تحت شعار : 'لماذا يدفع الشعب الفلسطيني ثمن جرائم الهولوكوست'

فاز رسام كاريكاتير "المغربية"، عبد الله الدرقاوي، بالجائزة الأولى لمسابقة المعرض الدولي للكاريكاتير حول فلسطين (قيمتها 12 ألف دولار)، الذي اختتم مساء أول أمس الأربعاء في طهران.

	رسم الفنان الدرقاوي الفائز بالجائزة الأولى.

ومن بين رسومات عديدة عرضت بإحدى أكبر قاعات العاصمة الإيرانية طهران، كانت الأعمال، التي شارك بها فنان الكاريكاتير بصحيفة "المغربية" عبد الله الدرقاوي، تستوقف الزائرين للمعرض في بلاد الفن والمنمنمات الإسلامية، تثير دهشتهم وإعجابهم، وربما تساءل الكثيرون عن تلك الأنامل، التي برعت في رسم أفكار عجزت عن التعبير عنها الكلمات.

المسابقة الدولية للكاريكاتير، التي كانت بعنوان "الهولوكوست"، أي المحرقة، فاز بجائزتها الأولى الفنان الدرقاوي، عن رسم جميل حول موضوع جدار الفصل الإسرائيلي، جاءت كرد حضاري على رسوم مسيئة للنبي محمد، نشرت السنة الماضية، في صحف الدانمرك وأوروبا، وأغضبت المسلمين في كل أرجاء العالم.

واستقطبت هذه المسابقة 228 عملا لفنانين معظمهم من الدول العربية، ودول أميركا اللاتينية، إضافة إلى مشاركات أوروبية وأميركية، وكانت الجائزة الثانية مناصفة بين الفنان البرازيلي كارلوس لطوف، والفرنسي شار، والثالثة للإيراني شاهرام رضائي، بالإضافة إلى 12 جائزة خاصة، كان نصيب العرب منها أربعة للفنانين ناجي بناجي (المغرب)، وعمر العبدلات (الأردن)، ورائد خليل (سورية)، وناصر الجعفري (الأردن).

في ردهات مقر مجموعة "ماروك سوار"، كانت فرحة الزملاء تسبق فرحة الدرقاوي حين تلقى الخبر، ليقول بتواضع جم إن "فرحتي كبيرة وأنا أتلقى خبر الفوز بالجائزة الأولى في واحدة من أكبر مسابقة دولية للكاريكاتير، نظمتها إيران، وضمت عددا مهما من رسامي الكاريكاتير من مختلف أنحاء العالم، وكان شعار المسابقة (لماذا يدفع الفلسطينيون ثمن مجازر الهولوكوست؟)". ويصور رسم درقاوي رافعة عليها نجمة داود، تضع كتلا من الخرسانة، لتصنع جدارا يفصل قبة الصخرة عن القدس والجدار به بوابة تبدو على مسافة مثل إحدى بوابات معتقل أوشفيتز
ويوضح درقاوي "حاولت أن أوضح في فكرة اللوحة الظلم والقمع المسلطين على الفلسطينيين من طرف الإسرائيليين"، ومضى يقول إن "الجائزة كانت مؤشرا على أن رسامي الكاريكاتير المغاربة قادرون على المنافسة العالمية في هذا الفن المتميز ببساطة الخطوط والألوان وعمق الفكرة". واعتبر راسم كاريكاتير "المغربية" الجائزة إهداء إلى أرواح شهداء الشعب الفلسطيني الجريح، الذين سقطوا وما زالوا يتساقطون برصاص الظلم والجبروت الإسرائيليين.

رسوم الفنان عبد الله الدرقاوي هادفة، ترصد الواقع المجتمعي، وتحفل بالهم القومي، وتتميز بالدقة والتفاصيل الجريئة والمشاغبة، وبالعمق في التعبير .

حصد الدرقاوي العديد من الجوائز الفنية العالمية، وطور وأضاف إضافات قيمة ومؤثرة إلى ما أبدعته أنامل رواد المدرسة المغربية في فن الكاركاتير.

الدرقاوي يسير بخطى ثابتة وواثقة نحو العالمية، ليقف إلى جانب مشاهير هذا الفن الجميل، والمشاغب، الذي بات ينافس الكلمات.