الأمن يحبط تسلل حزب التحرير الإسلامي إلى المغرب
أحبطت مصالح الأمن المغربية محاولة لتسلل حزب التحرير الإسلامي إلى المغرب، حين اعتقلت 13 شخصا ينتمون إلى هذا التنظيم غير المرخص له، والذي يخطط لما يسميه "إقامة دولة الخلافة
ويأتي إحباط هذه المحاولة بعدما تمكن الحزب المذكور من اختراق عدد من البلدان العربية، فيما فشلت محاولاته في المغرب منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وأبرزت المصادر نفسها أن التحقيقات مع الموقوفين قادت إلى تحديد هوية باقي المشتبه بهم الذين تمكن عدد منهم من التسلل إلى الدار البيضاء، مما دفع عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى تعقب تحركاتهم لفترة قبل اعتقالهم وتفتيش منازلهم التي عثر فيها على ما تبقى من المنشورات بعد توزيع عدد منها في أحياء شعبية بالعاصمة الاقتصادية.
وأفادت المصادر عينها أن توزيع المنشورات، كانت آخر عملية قام بها أتباع التنظيم، قبل أن تكشف تحركاتهم في الدار البيضاء وتطوان ومكناس، حيث كانوا يعقدون اجتماعات غير مرخص لها، ليجري اعتقال 13 منهم، ضمنهم مهندسان.
وذكرت أن "أتباع الحزب كثفوا بشكل كبير أنشطتهم في الآونة الأخيرة"، مشيرة إلى أن "عناصر الأمن بدأت في تنظيم حملات واسعة في طنجة، حيث يرجح وجود عدد من المنتسبين إلى التنظيم".
وأكدت المصادر أن "استراتيجية حزب التحرير الإسلامي، الذي تأسس في الخمسينيات من القرن الماضي في الشرق الأوسط، وانتشر منذ نحو عشر سنوات في آسيا الوسطى، تعتمد بالأساس على استقطاب مسؤولين كبار في الجيش والسعي إلى فرض تغيير جذري وشمولي في العالم الإسلامي"، مستبعدين في الوقت نفسه إمكانية "ربط الموقوفين علاقات من هذا المستوى أو تمكنهم من استقطاب مسؤولين في الجهازين المذكورين".
وقال محمد ضريف، باحث مغربي في شؤون الحركات الإسلامية، إن »حزب التحرير الإسلامي يحاول منذ سنوات تأسيس فروع له في عدد من الدول العربية«، وهو ما مكنه من خلق أتباع له في هذه الدول"، مضيفا أن "هذا التنظيم لم يستطع فرض نفسه في المغرب رغم التحركات التي كان يقوم بها منذ الثمانينات".
واعتبر محمد ضريف، في تصريح لـ "الصحراء المغربية"، أن "هذا التنظيم يعد من أقدم الأحزاب الإسلامية، وهو ثاني أكبر حزب بعد جماعة الإخوان المسلمين في مصر"، مبرزا أنه رغم "التقائه مع تنظيم القاعدة، الذي يتزعمه أسامة بن لادن، من حيث الايديولوجية، لكونهما يتبعان المذهب السني، إلا أنهما يختلفان من حيث التصورات والاستراتيجيات في تنفيذ مخططاتهما".
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها رسميا عن وجود تنظيم باسم حزب التحرير الإسلامي في المغرب.
ويعود تأسيس هذا الحزب إلى الخمسينيات من القرن الماضي في الشرق الأوسط، ويعرف نفسه بأنه تنظيم "سياسي، الإسلام مبدأه، والسياسة عمله، وهو يعمل بين الأمة ومعها لتتخذ الإسلام قضية لها، وليقودها لإعادة الخلافة".
ويعيش الأردني عطا أبو رشتى، زعيم حزب التحرير، في السر خارج الأردن، الذي غادره سنة 1998 بعد خروجه من السجن.
وأسس هذا التنظيم القاضي تقي الدين النبهاني في القدس عام 1953.
وإثر وفاته سنة 1977، خلفه الشيخ عبد القديم زلوم، حتى سنة 2003، إذ قدم استقالته، فترأس الحزب منذ ذلك الوقت عطا أبو رشتى الملقب بأمير حزب التحرير