أجـواء هزيـمة تسـيطر عـلى اســرائـيـل
أجنحة متكسرة"، بكلمتين لخصّت وعنونت سيما كدمون مقالها الأسبوعي في ملحق الجمعة ليديعوت أحرونوت 18-8-2006 حالة الجنرال دان حالوتس والتي جبت فيه شهادة كبش الفداء المرتقب والمؤكد بعد الفشل الذريع، أو على الأصح الهزيمة الإسرائيلية في لبنان، كما يفضّل بعض الإعلاميين الإسرائيليين تسميتها، لأنه ثمة فرق لغوي ومعنوي بين الفشل والهزيمة، وبين الإخفاق والهزيمة، " لماذا لم ننتصر" أو "ماذا حدث لنا"، هذه أسئلة المهزومين والفاشلين، ولا يستطيع صحفي إسرائيلي مثل دان مرغليت أن يطعم نفسه "جوزا فارغا" وأن يغيّر نتائج الحرب لصالحه، لأنه كما يبدو لا يستوعب أن العرب يستطيعون التغلب على إستعلاء قبيلته ربما بسبب "عقدته" التي لم تنفك حتى في هذه الحرب، كما يشتم من مقالته في معريف اليوم الجمعة.
ولعل إجابات حالوتس تدلل على نفسية المهزوم المحطّمة بعد خطأ اخلاقي إقترفه، لتوفير خسارة مؤكدة يوم الثاني عشر من تموز بعد إختطاف جنديين من جنوده، لم يرتكب حالوتس مخالفة جنائية بموجب قانون الأوراق المالية لمعرفته "معلومات داخلية"، لكنه بدا وكأنه يغني خارج السرب، يقول الإسرائيليون: "الحرب مشتعلة والجدّة ذهبت إلى الماشطة".. تصرف لا يليق بطيّار ولا بقائد هيئة الأركان الذي لا يحتاج الى مقالة "علاقات عامة"، تكتب كدمون "الرجل معّذب و"يتآكل" من داخله، لا يتعالى على أحد، شاعري كما يقول أحد أصدقائه، بعيد عن الانغلاق، " البلاد تأكل قاطنيها "، نبني الأبطال ونرفعهم عاليا وبرمشة عين ننتهي منهم، وبعد ذلك نشتاق لوجودهم. في كل سنوات صداقتنا لن نتحدث عن المال، المصطلح غير قائم في قاموسه، نحن نتكلم عن إنسان استطاع أن يعمل طيّاراً في "إلعال" ويتقاضى معاشا عاليا جدا، لكنه فضّل البقاء والعودة إلى الجيش لأنه اعتقد أنه من الممكن أن تعمل أشياء مختلفة أفضل بكثير، إنه يعرف الإختيار وما سيختاره سينجح به".
يعاتب حالوتس من خلال محاورته، "كيف يمكن القول أن الأسهم نالت من إهتمامي أكثر من المخطوفين والقتلى